الغدد الصماء و السكري

مرض السكري و التعرف على اعراض السكري وانواعه

مرض السكري و اعراض السكري نظرة عامة واستراتيجيات العلاج الحديثة

إن مصطلح “داء السكري” أو “مرض السكري” يشير إلى مجموعة من الأمراض التي تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر الموجود في الدم، و الذي يُسمى في العادة “نسبة السكر في الدم” أو “سكر الدم”. إن الجلوكوز يعتبر من أهم العوامل الحيوية للصحة لأنه عبارة عن مصدر مهم للطاقة بالنسبة للخلايا التي تشكل العضلات و الأنسجة. كما أنه يعتبر مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ. الاصابة بمرض السكري بغض النظر عن نوعه تعني وجود كمية كبيرة من الجلوكوز في الدم،

مرض السكري و اعراض السكري نظرة عامة
مرض السكري
اعراض السكري
علاج السكري

الأمر الذي يسبب ظهور اعراض السكري، على الرغم من أن اسباب السكري قد تختلف من حالة لأخرى. إن وجود كمية كبيرة من السكر أو الجلوكوز في الدم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. إن انواع مرض السكري المزمن تشمل مرض السكري النوع الاول و مرض السكري النوع الثاني. أما بالنسبة لحالات مرض السكري القابلة للشفاء (غير المزمنة) فهي تشمل مرض مقدمات السكري، و هي الحالة عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد و لكن ليست عالية بما يكفي لتصنيفها على أنها مرض السكري، و حالة سكري الحمل، و التي تحدث أثناء فترة الحمل. إن علاج السكري يعتمد بشكل كبير على اتباع نمط حياة صحي يشمل تناول الأغذية الصحية و ممارسة التمارين الرياضة بانتظام، هذا بالإضافة إلى الأنسولين و الأدوية التي تساعد في السيطرة على مستوى سكر الدم.

رسم توضيحي يبين موقع البنكرياس في الجهاز الهضمي
رسم توضيحي يبين موقع البنكرياس في الجهاز الهضمي

اعراض السكري

إن اعراض السكري تختلف من حالة إلى أخرى تبعا لأي مدى وصلت اليه نسبة السكر المرتفع في الدم. عند بعض الناس، خاصة الاشخاص الذين لديهم مقدمات السكري أو مرض السكري من النوع الثاني، فإنهم قد لا يعانون من اعراض السكري في البداية أو قد تكون اعراض السكري لديهم خفيفة و غير ملاحظة. و في الواقع، فإن واحدا من كل ثلاثة مصابين بالنوع الثاني من السكري لا يعرفون بأنهم مصابون بالسكري. أما بالنسبة للمصابين بمرض السكري النوع الاول، فإن اعراض السكري تميل إلى أن تظهر بسرعة أكبر و تكون أكثر شدة من الانواع الاخرى لمرض السكري. إن علامات و اعراض السكري من النوع الاول و النوع الثاني قد تشمل ما يلي:

  • زيادة العطش.
زيادة العطش و الشعور الدائم بالعطش قد تكون من اعراض السكري
اعراض السكري

 

  • كثرة التبول.
  • الجوع الشديد.
  • فقدان وزن غير مُبرر.
  • وجود الكيتونات في البول (الكيتونات هي عبارة عن مركبات ثانوية تنتج عن تحلل انسجة العضلات و الدهون و هذا التحلل يحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الانسولين).
  • الشعور بالتعب و الارهاق.
  • الصداع و عدم وضوح الرؤية.
الصداع و التعب و الارهاق و عدم وضوح الرؤية قد تكون من اعراض مرض السكري
الصداع و التعب و الارهاق و عدم وضوح الرؤية قد تكون من اعراض مرض السكري

 

  • بطء التئام الجروح و القروح.
بطء التئام الجروح و القروح قد تكون من اعراض مرض السكري
بطء التئام الجروح و القروح قد تكون من اعراض مرض السكري

 

  • ارتفاع ضغط الدم بشكل طفيف.
  • التهابات متكررة، مثل التهابات اللثة أو الجلد و التهابات المهبل أو المثانة.

على الرغم من أن اعراض السكري من النوع الاول يمكن أن تظهر في أي عمر، إلا أنها تظهر في العادة خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. أما بالنسبة للنوع الثاني من مرض السكري، و هو النوع الاكثر شيوعا، فإن الإصابة به يمكن أن تحدث في أي عمر و في الغالب يمكن الوقاية منها.

ينبغي التماس العناية الطبية المهنية من اجل تشخيص اعراض السكري و تلقي العلاج اللازم له في الحالات التالية:

  • إذا كنت تشتبه بإصابتك أو إصابة أحد أطفالك بداء السكري. إذا لاحظت أي وجود أي اعراض محتملة لمرض السكري لديك أو لدى أطفالك، قم بمراجعة الطبيب. كلما كان التشخيص مبكرا أكثر، كلما تم البدء بتلقي العلاج في وقت مبكر أكثر.
  • إذا كان قد تم تشخيص اعراض السكري لديك في وقت سابق. إذا كان قد تم تشخيصك بمرض السكري في السابق، فإنك في البدية سوف تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة حتى يتم الوصول بمستويات السكر في الدم لديك إلى وضع الاستقرار.

اسباب مرض السكري

حتى نتمكن من فهم مرض السكري بشكل جيد، يجب أولا أن نعرف كيف يتم استخدام الجلوكوز بشكل طبيعي في الجسم و ما هي العمليات الحيوية التي تتم عليه.

كيف يعمل الجلوكوز طبيعيا في الجسم؟

يعتبر الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة بالنسبة للخلايا التي تشكل العضلات و الأنسجة الأخرى في الجسم. يتم الحصول على الجلوكوز من مصدرين رئيسيين: الطعام الذي يتناوله الإنسان و الكبد. خلال عملية الهضم يتم امتصاص السكر و نقله إلى مجرى الدم. بعد ذلك يدخل السكر في العادة إلى الخلايا و ذلك بمساعدة هرمون الانسولين.

آلية امتصاص الجلوكوز في الجسم و نقله إلى داخل الخلايا بمساعدة الأنسولين الذي يتم انتاجه من البنكرياس بعد امتصاص الجلوكوز من الجهاز الهضمي الى الدم
آلية امتصاص الجلوكوز في الجسم و نقله إلى داخل الخلايا بمساعدة الأنسولين الذي يتم انتاجه من البنكرياس بعد امتصاص الجلوكوز من الجهاز الهضمي الى الدم

يأتي هرمون الانسولين من البنكرياس، و هي غدة تقع خلف المعدة مباشرة. عند تناول الطعام، يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين في مجرى الدم. عندما يدور الأنسولين مع الدورة الدموية، فإنه يعمل و كأنه مفتاح، حيث يقوم بفتح أبواب مجهرية الحجم في أغشية الخلايا مما يسمح بدخول السكر إلى هذه الخلايا. و بالتالي فإن الانسولين يقوم بخفض كمية السكر في مجرى الدم. و كلما انخفض مستوى السكر في الدم، كلما قل إفراز الأنسولين من البنكرياس.

رسم يوضح تشريح البنكرياس و موقعه ضمن الجهاز الهضمي في الجسم
رسم يوضح تشريح البنكرياس و موقعه ضمن الجهاز الهضمي في الجسم

يعمل الكبد كمركز لتخزين و تصنيع الجلوكوز في الجسم. عند عدم تناول الطعام لفترة زمنية معينة، فإن الكبد يقوم بإفراز السكر المخزون في مجرى الدم و ذلك للحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن النطاق الطبيعي.

اسباب مرض السكري النوع الأول

في النوع الأول لمرض السكري، يقوم جهاز المناعة (الذي يحارب البكتيريا أو الفيروسات الضارة في الوضع الطبيعي) بمهاجمة و تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس. و ذلك يجعل كمية الانسولين في الجسم ضئيلة أو معدومة. و بالتالي يتراكم السكر في مجرى الدم بدلا من نقله إلى داخل خلايا الجسم. يُعتقد أن النوع الأول من مرض السكري ينتج عن مزيج من القابلية الوراثية للإصابة بالإضافة إلى العوامل البيئية، على الرغم من أن ماهية تلك العوامل لا تزال غير واضحة تماما.

مهاجمة خلايا المناعة لخلايا البنكرياس تؤدي إلى نقص الانسولين و هذا يعتبر اهم اسباب السكري من النوع الأول
اهم اسباب السكري

اسباب مرض مقدمات السكري و النوع الثاني من مرض السكري

بالنسبة لمرض مقدمات السكري (الذي يمكن أن يؤدي إلى النوع الثاني من مرض السكري) و مرض السكري من النوع الثاني، فإن الخلايا تصبح مقاومة لعمل الانسولين، و يصبح البنكرياس عاجزا عن انتاج ما يكفي من الانسولين للتغلب على هذه المقاومة. و بالتالي يتراكم السكر في مجرى الدم بدلا من الانتقال الى خلايا الجسم. لا يُعرف حتى الآن لماذا يحدث ذلك بالضبط، على الرغم من أنه و كما هو الحال بالنسبة للنوع الأول من مرض السكري، فإنه يُعتقد بأن العوامل الوراثية و البيئية تلعب دورا في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. إن زيادة الوزن ترتبط بقوة بالإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري، إلا أنه ليس جميع المصابين بالنوع الثاني للسكري يعانون من زيادة الوزن.

مقاومة الخلايا للأنسولين و منعه من أداء وظيفته تسبب حدوث النوع الثاني من مرض السكري
النوع الثاني من مرض السكري

اسباب حالة سكري الحمل

خلال فترة الحمل، تقوم المشيمة بإفراز هرمونات للحفاظ على الحمل. هذه الهرمونات تجعل خلايا الجسم أكثر مقاومة للأنسولين. و كلما ازدادت المشيمة نموا و حجما خلال الثلث الثاني و الثالث من مراحل الحمل، فإنها تقوم بإفراز المزيد من هذه الهرمونات، مما يزيد من صعوبة أداء هرمون الانسولين لوظيفته في تقليل السكر في الدم.

في الوضع الطبيعي، يستجيب البنكرياس لهذه الهرمونات عن طريق انتاج كمية إضافية من الانسولين تكفي للتغلب على هذه المقاومة. و لكن في بعض الأحيان لا يتمكن البنكرياس من مجاراة هذه الزيادة في انتاج هذه الهرمونات. و عندما يحدث ذلك، فإن كمية الجلوكوز التي تدخل إلى خلايا الجسم تكون قليلة جدا، و كمية الجلوكوز التي تكون لا تزال موجودة في مجرى الدم تكون مرتفعة أكثر من اللازم، و هذا ما يعرف باسم سكري الحمل.

عوامل زيادة خطر الاصابة بمرض السكري

تختلف عوامل زيادة الخطر الإصابة بمرض السكري باختلاف نوع مرض السكري.

عوامل زيادة خطر الإصابة بالنوع الاول من مرض السكري

على الرغم من أن سبب الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري لا يزال غير معروف بالضبط، إلا أنه من المُرجح أن العوامل الوراثية تلعب دورا في الأصابة به. حيث يزداد خطر الاصابة بمرض السكري من النوع الأول إذا كان أحد الوالدين أو الأخوة أو الأخوات مصابا بمرض السكري من النوع الأول. كما أن بعض العوامل البيئية، مثل الإصابة بمرض فيروسي، يمكن أن تلعب على الأرجح دورا في الأصابة بمرض السكري من النوع الأول. العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالنوع الأول لمرض السكري تشمل ما يلي:

  • وجود خلايا جهاز المناعة المدمرة (الأجسام المضادة الذاتية Autoantibodies). أحيانا يتم عمل فحوصات لأفراد أسرة الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول للكشف عن وجود الأجسام المضادة الذاتية لمرض السكري لديهم. إذا كانت هذه الأجسام المضادة موجودة، فإن خطر الإصابة بمرض السكري النوع الأول يزداد. و لكن لا يُصاب كل من لديه هذه الأجسام المضادة بمرض السكري من النوع الأول.
العوامل الوراثية مثل وجود الاجسام المضادة الذاتية لدى الشخص قد تزيد من خطر الاصابة بالسكري
خطر الاصابة بالسكري

 

  • العوامل الغذائية. لقد تم ربط عدد من العوامل الغذائية إلى زيادة خطر الاصابة بالسكري من النوع الأول، مثل نقص استهلاك فيتامين (د)، أو تناول حليب البقر أو تركيبة حليب البقر بصورة مبكرة، أو تناول الحبوب قبل 4 أشهر من العمر أو بعد 7 أشهر من العمر. و مع ذلك، لم يثبت أن أي من هذه العوامل يمكن أن يكون سببا مباشرا للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
  • العِرق. يعتبر مرض السكري من النوع الأول أكثر شيوعا في العرق الأبيض منه من الأعراق و الأجناس الأخرى.
  • التوزيع الجغرافي. بعض البلدان مثل فنلندا و السويد لديها معدلات أعلى من الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

عوامل زيادة خطر الإصابة بمقدمات السكري و النوع الثاني من مرض السكري

لا يعرف الباحثون تماما لماذا يُصاب بعض الناس بمرض مقدمات السكري و مرض السكري من النوع الثاني بينما لا يُصاب الآخرون. إلا أنه من الواضح أن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري و بمرض السكري من النوع الثاني، هذه العوامل تشمل ما يلي:

  • الوزن. كلما ازدادت الأنسجة الدهنية، كلما أصبحت خلايا الجسم أكثر مقاومة للانسولين.
  • الخمول و قلة النشاط. كلما قل النشاط و الحركة، ازدادت مخاطر الاصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. إن النشاط البدني يساعد في السيطرة على الوزن، و في استهلاك الجلوكوز كمصدر من مصادر الطاقة، و في جعل خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين. إن ممارسة التمارين الرياضية أقل من ثلاث مرات أسبوعيا قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • التاريخ الطبي العائلي. يزداد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابا بالسكري من النوع الثاني.
  • العِرق. على الرغم من عدم وضوح السبب لهذا، إلا أن الناس الذين ينتمون لأعراق معينة، بما في ذلك السود و اللاتينيين و الهنود الأميركيين و الآسيويين، يكونون اكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
  • العمر. يزداد خطر الاصابة بالنوع الثاني من السكري مع التقدم في العمر. قد يكون ذلك بسبب التناقص في النشاط البدني و فقدان كتلة العضلات و الزيادة في الوزن مع التقدم في السن. و مع ذلك فإن حالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري في تزايد مستمر بين الأطفال و المراهقين و البالغين الأصغر سنا.
  • الحمل السكري. إذا حدثت إصابة بالحمل السكري أثناء الحمل، فإن خطر الإصابة لاحقا بمرض مقدمات السكري و النوع الثاني من السكري يزداد. إذا تم إنجاب طفل يزن أكثر من 4 كجم، فإن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يزداد أيضا.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (تكيس المبايض). بالنسبة للمرأة، فإن الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو تكيس المبايض (و هي عبارة عن حالة شائعة تتميز بعدم انتظام الدورة الشهرية، و نمو الشعر الزائد، و السمنة) يزيد من خطر الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم. قد يرتبط ارتفاع ضغط الدم لأكثر من 140/90 مم زئبق إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • عدم انتظام مستويات الكوليسترول في الدم. عند انخفاض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكولسترول الجيد في الدم، فإن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يزداد. إن المستويات المنخفضة من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) هي تلك التي تكون أقل من 35 ملغ / ديسيلتر.
  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية. الدهون الثلاثية هي عن نوع من الدهون التي تنتقل في الدم. إذا كانت مستويات الدهون الثلاثية أعلى من 250 ملغ / ديسيلتر، فإن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يزداد.

عوامل زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل

يمكن لأي امرأة حامل أن تُصاب بسكري الحمل، إلا أن بعض النساء يكن أكثر عرضة لخطر الإصابة من الأخريات. عوامل زيادة خطر الإصابة بمرض سكري الحمل تشمل ما يلي:

  • العمر. تعتبر النساء البالغات من العمر 25 عاما أو أكثر في خطر متزايد للإصابة بحالة سكري الحمل.
  • التاريخ الطبي العائلي أو الشخصي. يزداد خطر الإصابة بسكري الحمل إذا كانت المرأة مصابة بمرض مقدمات السكري، أو إذا كان أحد أفراد العائلة، مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت، مصابا بالسكري من النوع الثاني. كما يزداد خطر الإصابة بسكري الحمل أيضا إذا أصيبت المرأة بسكري الحمل خلال حالات حمل سابقة، أو إذا أنجبت طفلا كبير جدا في السابق، أو إذا كانت المرأة قد أنجبت جنينا ميت بدون وجود تفسير لذلك.
  • الوزن. زيادة الوزن قبل الحمل تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.
  • العِرق. لأسباب ليست واضحة، يرتفع خطر الإصابة بسكري الحمل لدى النساء البيض و السود و الهنود الأمريكيين و ذوات العرق الآسيوي.

مضاعفات مرض السكري

تتطور مضاعفات مرض السكري التي تحدث على المدى الطويل بشكل تدريجي. حيث كلما طالت فترة الإصابة بمرض السكري، و كلما قلت السيطرة على نسبة السكر في الدم، كلما ازداد خطر حدوث المضاعفات. في النهاية، قد تكون مضاعفات مرض السكري مسببة للعجز أو حتى مهددة للحياة. المضاعفات المحتملة لمرض السكري تشمل ما يلي:

  • أمراض القلب والشرايين. مرض السكري يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية المختلفة، بما في ذلك مرض الشريان التاجي المصحوب بألم في الصدر (الذبحة الصدرية)، و الجلطة القلبية، و السكتة الدماغية، و تضيق الشرايين (مرض تصلب الشرايين). إذا كنت مصابا بداء السكري، فأنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين أو السكتة الدماغية.
مرض السكري قد يؤدي إلى زيادة خطر الاصابة بامراض القلب و الشرايين نتيجة زيادة احتمال انسداد الشرايين
مرض السكري قد يؤدي إلى زيادة خطر الاصابة بامراض القلب و الشرايين
  • تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي). يمكن لزيادة مستوى السكر في الدم أن تتلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب، و خصوصا في الساقين. و ذلك يمكن أن يسبب خدران أو شعورا بالوخز أو شعورا بالحرقة أو الألم الذي يبدأ عادة في أطراف أصابع القدم و ينتشر تدريجيا إلى أعلى. إذا تم إهمال العلاج، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإحساس في الأطراف المتضررة. يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب المتصلة بالجهاز الهضمي إلى مشاكل مثل الغثيان و الاسهال و التقيؤ و الإمساك. بالنسبة للرجال، فإن تلف الأعصاب قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب.

تلف الاعصاب او الاعتلال العصبي الناجم عن تلف الاوعية الدموية التي تغذي الاعصاب في الاطراف مثل اصابع القدم قد يكون من مضاعفات مرض السكري

 

  • أضرار تلحق بالكلى (أمراض الكلى). تحتوي الكلى على الملايين من مجموعات أو تكتلات صغيرة للأوعية الدموية تسمى كُبيبات و التي تقوم بتصفية الدم من الفضلات. يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى تلف نظام التصفية الدقيق و الهش هذا. الأضرار الجسيمة التي تلحق بالكلى يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي أو المرحلة النهائية من مرض الكلى التي لا يمكن شفائها، و التي تحتاج إلى الغسيل الكلوي بشكل دائم أو إلى عملية جراحية لزراعة الكلى. إن معدلات الإصابة بأمراض الكلى الخطيرة الناجمة عن مرض السكري قد انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، و ذلك على الأرجح بسبب التحسن الذي طرأ على طرق التحكم في و علاج مرض السكري.
المضاعفات و الاضرار التي تصيب الكلى نتيجة الاصابة بمرض السكري قد تشمل الفشل الكلوي
المضاعفات و الاضرار التي تصيب الكلى نتيجة الاصابة بمرض السكري قد تشمل الفشل الكلوي
  • الأضرار التي تصيب العين (اعتلال الشبكية). يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الأوعية الدموية في شبكية العين (و هو ما يُعرف بإسم اعتلال الشبكية السكري)، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى في النهاية. إن ما يصل إلى حوالي 25% من مرضى السكري يعانون من أحد أشكال اعتلال الشبكية السكري. و بالإضافة إلى ذلك فإن حوالي 4% من مرضى السكري يعانون من اعتلال الشبكية السكري بصورته المتقدمة بحيث أنه قد يؤثر على قدرتهم على الرؤية.
اعتلال شبكية العين يعتبر من الاضرار التي تلحق بالعين نتيجة مرض السكري
اعتلال شبكية العين يعتبر من الاضرار التي تلحق بالعين نتيجة مرض السكري
  • الأضرار التي تلحق بالقدم. إن تلف الأعصاب في القدمين أو ضعف تدفق الدم في القدمين يزيد من خطر حدوث مضاعفات القدم المختلفة. و إذا تم تركها دون علاج، فإن الجروح و البثور يمكن أن تتطور إلى التهابات خطيرة. إن الأضرار الشديدة التي تلحق بالقدم يمكن أن تستدعي بتر إصبع القدم، أو بتر القدم أو حتى بتر الساق كاملة.
المضاعفات التي قد تصيب القدم جراء الاصابة بمرض السكري
المضاعفات التي قد تصيب القدم جراء الاصابة بمرض السكري
  • الحالات الصحية التي تصيب الجلد و الفم. يمكن لمرض السكري أن يجعل المريض أكثر عرضة لمشاكل و أمراض الجلد، بما في ذلك التهابات الجلد البكتيرية و الفطرية. كما قد تشكل التهابات اللثة مصدر قلق أيضا لمرضى السكري، و خاصة إذا كان لدى المريض تاريخ يُظهر ضعف العناية بصحة اللثة و الأسنان لديه.
  • مشاكل و أمراض الدماغ. أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن ارتفاع مستويات السكر في الدم قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين لديهم السكري من النوع الثاني و الذين لديهم أيضا جين معين مرتبط بتطوير مرض الزهايمر. إلا أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لتأكيد هذا الارتباط.
  • السرطان. ترتفع مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان لدى الاشخاص المصابين بمرض السكري. لكن الأسباب الكامنة وراء ذلك لا تزال غير واضحة. قد يكون السبب في أن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني تزيد أيضا من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، أو قد يكون السبب في ذلك أن أحد الخصائص و العوامل المرتبطة بمرض السكري أو بطرق علاج مرض السكري تزيد في حد ذاتها من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. إن هذا الموضوع لا زال يعتبر مجالا نشطا للأبحاث و الدراسات، و لكن في الوقت الراهن، لا يُنصح بإجراء أي تغييرات على علاج السكري.

مضاعفات سكري الحمل

معظم النساء اللاتي يصبن بسكري الحمل يلدن أطفالا أصحاء. و مع ذلك، يمكن لارتفاع مستويات سكر الدم أثناء الحمل التي لا يتم علاجها أو السيطرة عليها أن تؤدي إلى مضاعفات صحية سواء للمرأة أو للجنين.

المضاعفات التي يمكن أن تصيب الطفل نتيجة الإصابة بسكري الحمل تشمل ما يلي:

  • زيادة النمو. يمكن للكمية الفائضة من الجلوكوز أن تعبر المشيمة إلى الطفل، مما يؤدي إلى قيام بنكرياس الطفل بإفراز كمية إضافية من الانسولين. هذا يمكن أن يؤدي إلى نمو الطفل إلى حجم كبير جدا (ما يعرف يالعملقة Macrosomia). الأطفال الذين نموا إلى حجم كبير جدا يكونون أكثر عرضة للولادة بعملية قيصرية.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم. في بعض الأحيان قد يُصاب الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابات بسكري الحمل بانخفاض نسبة السكر في الدم (ما يعرف بإسم دون السُّكرية Hypoglycemia) بعد وقت قصير من ولادتهم و ذلك بسبب ارتفاع مستوى الانسولين لديهم. يمكن للتغذية الفورية و أحيانا التزويد بمحلول الجلوكوز عبر الوريد لهؤلاء الأطفال أن يعيد سكر الدم لديهم إلى المستوى الطبيعي.
  • متلازمة الضائقة التنفسية. إذا تم ولادة الطفل في وقت مبكر، فإنه من المحتمل إصابة الطفل بمتلازمة الضائقة التنفسية، و هي حالة تجعل عملية التنفس صعبا على الطفل. قد يحتاج الرضع الذين يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية إلى مساعدة في التنفس حتى تصبح الرئتين لديهم أقوى.
  • اليرقان. إن هذه الحالة التي يحدث فيها تغير للون الجلد نحو الأصفر و بياض العينين تحدث إذا كان كبد الطفل غير ناضج بما يكفي لتحليل مادة تسمى البيليروبين (Bilirubin)، و التي تتكون في العادة عندما يقوم الجسم بإعادة تدوير خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة. على الرغم من حالة اليرقان ليست مدعاة للقلق في العادة، إلا أن المتابعة الحثيثة لهذه الحالة تعتبر أمرا مهما.
  • النوع الثاني من مرض السكري في وقت لاحق من حياة الطفل. الأطفال الذين يولدون لأمهات أصبن بسكري الحمل ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالسمنة و مرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتهم.
  • الموت. يمكن للإصابة بسكري الحمل التي لا يتم تلقي علاج لها أن تؤدي إلى وفاة الجنين قبل الولادة أو بعد وقت قصير من الولادة.

المضاعفات التي يمكن أن تصيب المرأة الحامل نتيجة الإصابة بسكري الحمل تشمل ما يلي:

  • تسمم الحمل. تتميز حالة تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدم و زيادة مستوى البروتين في البول، بالإضافة إلى تورم في الساقين و القدمين. يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى مضاعفات خطيرة أو حتى مهددة للحياة سواء للأم أو للطفل.
  • تكرار الإصابة بسكري الحمل لاحقا. بمجرد الإصابة بسكري الحمل في حالة حمل واحدة، فإنه من المرجح تكرار الإصابة بسكري الحمل في حالات الحمل اللاحقة. كما ترتفع مخاطر الإصابة بمرض السكري (من النوع الثاني في العادة) مع التقدم في العمر بالنسبة للمرأة التي أصيبت بسكري الحمل في إحدى حالات الحمل.

أما بالنسبة لمضاعفات مرض مقدمات السكري، فهي تشمل فقط تطوير مرض السكري من النوع الثاني.

فحوصات و تشخيص مرض السكري

إن اعراض السكري من النوع الأول غالبا ما تظهر فجأة و في العادة تكون السبب في أن يتم فحص مستوى السكر في الدم. و لأن اعراض السكري للأنواع الأخرى من مرض السكري و مقدمات السكري تظهر بشكل تدريجي أكثر، فقد أوصت جمعية السكري الاميركية (ADA) باتباع المبادئ التوجيهية لفحص و تشخيص السكري التي قامت بإصدارها. لقد أوصت جمعية السكري الاميركية (ADA) أن يقوم الأشخاص الذين يعانون مما يلي بعمل فحوصات لمرض السكري:

  • أي شخص يكون مؤشر كتلة الجسم لديه أكثر من 25، بغض النظر عن عمره، و الذي لديه عوامل خطر إضافية، مثل ارتفاع ضغط الدم، و نمط حياة قليل النشاط و الحركة، و تاريخ للإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (تكيس المبايض)، و بعد ولادة طفل يزن أكثر من 4 كيلوجرامات، و تاريخ للإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، و ارتفاع مستويات الكولسترول، و تاريخ من أمراض القلب، أو وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بمرض السكري.
  • أي شخص فوق سن 45 عاما يُنصح بعمل الفحص الأولي لنسبة السكر في الدم، و من ثم، إذا كانت النتائج طبيعية، ينصح بإعادة الفحص مرة كل ثلاث سنوات.

ينصح الاشخاص الذين فوق 45 عام و الذين تكون لديهم عوامل مرتفعة للاصابة بالسكري بعمل فحوصات مرض السكري بشكل دوري

 

فحوصات النوع الأول و النوع الثاني من مرض السكري

يتم عمل فحوصات تشخيص النوع الأول و النوع الثاني من مرض السكري على النحو التالي:

  • فحص الهيموغلوبين السكري (A1C) أو فحص السكر التراكمي. يشير فحص الدم هذا إلى متوسط نسبة السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. حيث أنه يقيس نسبة السكر التي ترتبط ببروتين الهيموغلوبين في الدم، و هو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء. كلما ارتفعت مستويات السكر في الدم، كلما ازدادت نسبة الهيموغلوبين المرتبط مع السكر في الدم أو الهيموغلوبين السكري. إن مستوى الهيموغلوبين السكري (A1C) التي تكون مساوية أو أعلى من 6.5% في فحصين منفصلين يشير إلى الأصابة بمرض السكري.

إذا كانت نتائج فحصوصات الهيموغلوبين السكري (A1C) غير منسجمة، أو إذا كان هذا الفحص غير متوفر، أو إذا كان لدى المريض بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تجعل نتائج فحص (A1C) غير دقيقة، كأن تكون المرأة حاملا مثلا أو أن يكون لدى المريض شكل غير مألوف من الهيموغلوبين (الذي يُعرف بإسم الهيموغلوبين البديل)، فإن الطبيب قد يوصي بعمل الفحوصات التالية لتشخيص مرض السكري:

  • الفحص العشوائي لسكر الدم. في هذا الفحص سيتم أخذ عينة دم من المريض في وقت عشوائي. و بغض النظر عن وقت آخر وجبة تناولها، فإن مستوى السكر العشوائي في الدم الذي يكون مساويا أو أعلى من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم / دل)، أو 11.1 مليمول لكل لتر (ملمول / لتر)، يشير إلى الإصابة بمرض السكري.
  • فحص سكر الدم بعد الصيام. في هذا الفحص سيتم أخذ عينة الدم بعد الصيام أو عدم تناول المريض للطعام و الشراب لمدة ثماني ساعات (يكون عادة في الصباح قبل تناول طعام الإفطار). يعتبر مستوى سكر الدم بعد الصيام الذي يكون بين 100 و 125 ملغ / دل (أو بين 5.6 و 6.9 ملمول / لتر) إشارة لمرض مقدمات السكري. أما إذا كان سكر الدم بعد الصيام من 126 ملغ / ديسيلتر (7 مليمول / لتر) أو أعلى في فحصين منفصلين، فإنه سيتم تشخيص مرض السكري لدى المريض.
فحوصات الدم تعتبر أساسية في تشخيص الاصابة بمرض السكري
فحوصات الدم تعتبر أساسية في تشخيص الاصابة بمرض السكري

إذا تم الإشتباه بإصابة المريض بالنوع الأول من مرض السكري، فسيكون من المحتمل أيضا أن يتم عمل فحص للدم للبحث عن الأجسام المضادة لمرض السكري. و بالإضافة إلى ذلك، سيتم عمل فحص للبول للبحث عن وجود الكيتونات، و هي عبارة عن مركبات ثانوية تنتج عندما يتم استخدام أنسجة العضلات و الأنسجة الدهنية للحصول على الطاقة عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الانسولين لاستخدام كمية الجلوكوز الموجودة في الدم.

فحوصات سكري الحمل

لم يقم الخبراء الطبيين حتى الآن بالإتفاق على مجموعة واحدة من المبادئ التوجيهية لفحص و تشخيص سكري الحمل. حيث يتساءل البعض عما إذا هناك حاجة إلى فحص سكري الحمل إذا كانت المرأة أصغر من 25 عاما و لا تملك أي من عوامل الخطر. بينما يقول آخرون أن فحص سكري الحمل لدى جميع النساء الحوامل بغض النظر عن عمرهن هو أفضل وسيلة للكشف عن جميع حالات سكري الحمل و بالتالي تلقي العلاج المناسب و تجنب المضاعفات المحتملة.

سوف يقوم الطبيب على الأرجح بتقييم عوامل زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل في مرحلة مبكرة من الحمل.

  • إذا كانت مخاطر الإصابة بسكري الحمل مرتفعة، على سبيل المثال، إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) قبل الحمل 30 أو أعلى، أو كان أحد الوالدين أو أحد الأخوة أو الأبناء يعانون من مرض السكري، فإن الطبيب قد يوصي بفحص مرض سكري الحمل في أول زيارة مراجعة تقوم بها المرأة الحامل له.
  • إذا كانت مخاطر الإصابة بسكري الحمل متوسطة، فإنه على الأرجح سيتم عمل فحص الكشف عن سكري الحمل في وقت ما خلال الربع الثانى، أي بين الأسبوع 24 و الأسبوع 28 من الحمل.

الفحوصات التي يمكن أن يوصي الطبيب بإجراءها للكشف عن سكري الحمل تشمل ما يلي:

  • فحص تحدي الجلوكوز الأولي. يتم البدء بفحص تحدي الجلوكوز الأولي عن طريق شرب محلول الجلوكوز الحلو. و بعد مرور ساعة واحدة على ذلك، سيتم عمل فحص للدم لقياس مستوى السكر في الدم. في العادة يعتبر مستوى السكر في الدم الذي يكون أقل من 130 و حتى 140 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم / دل)، أو أقل من 7.2 و حتى 7.8 مليمول لكل لتر (ملمول / لتر)، يعتبر هذا المستوى طبيعيا بالنسبة لفحص تحدي الجلوكوز، على الرغم من أن هذه الأرقام المعيارية قد تختلف باختلاف العيادة أو المختبر الذي يتم إجراء الفحص فيه. إذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من المعتاد، فإن هذا يعني فقط ارتفاع خطر الإصابة بسكري الحمل (و لا يعني أن المرأة مصابة فعليا بسكري الحمل). في هذه الحال سوف يقوم الطبيب بعمل فحص متابعة تحمل الجلوكوز و من ثم سوف يقوم بتشخيص الإصابة بسكري الحمل.
  • فحص متابعة تحمل الجلوكوز. في فحص متابعة تحمل الجلوكوز، سيطلب من المرأة الصيام أثناء الليل و من ثم سيتم قياس سكر الدم بعد الصيام لديها. ثم سيطلب منها شرب محلول آخر من الجلوكوز، و هذ المحلول يحتوي على تركيز أعلى من جلوكوز من فحص التحدي، بعد ذلك سيتم فحص مستوى السكر في الدم كل ساعة لمدة ثلاث ساعات. إذا كان ما لا يقل عن قراءتين من قراءات السكر في الدم أعلى من الطبيعي، عندها سيتم تشخيص الإصابة بسكري الحمل لدى المرأة.

فحوصات مرض مقدمات السكري

إن الفحوصات الرئيسية لتشخيص مرض مقدمات السكري تشمل ما يلي:

  • فحص الهيموغلوبين السكري (A1C) أو فحص السكر التراكمي. كما أشرنا سابقا يشير فحص الدم هذا إلى متوسط نسبة السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. حيث أنه يقيس نسبة السكر التي ترتبط ببروتين الهيموغلوبين في الدم، و هو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء. كلما ارتفعت مستويات السكر في الدم، كلما ازدادت نسبة الهيموغلوبين المرتبط مع السكر في الدم أو الهيموغلوبين السكري. إن مستوى الهيموغلوبين السكري (A1C) التي تكون بين 5.7% و 6.4% توحي بأن المريض مصاب بمقدمات السكري. المستويات الطبيعي للهيموغلوبين السكري تكون أقل من 5.7%.

و كما هو الحال بالنسبة لتشخيص النوعين الأول و الثاني من مرض السكري، فإنه إذا كانت نتائج فحصوصات الهيموغلوبين السكري (A1C) غير منسجمة، أو إذا كان هذا الفحص غير متوفر، أو إذا كان لدى المريض بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تجعل نتائج فحص (A1C) غير دقيقة، كأن تكون المرأة حاملا مثلا أو أن يكون لدى المريض شكل غير مألوف من الهيموغلوبين (الذي يُعرف بإسم الهيموغلوبين البديل)، فإن الطبيب قد يوصي بعمل الفحوصات التالية لتشخيص مرض مقدمات السكري:

  • فحص سكر الدم بعد الصيام. في هذا الفحص سيتم أخذ عينة الدم بعد الصيام أو عدم تناول المريض للطعام و الشراب لمدة ثماني ساعات (يكون عادة في الصباح قبل تناول طعام الإفطار). يعتبر مستوى سكر الدم بعد الصيام الذي يكون بين 100 و 125 ملغ / دل (أو بين 5.6 و 6.9 ملمول / لتر) إشارة لمرض مقدمات السكري. حيث أن المستوى الطبيعي لسكر الدم بعد الصيام يجب أن يكون أقل من 100 ملغ / ديسيلتر (5.6 مليمول / لتر).
  • فحص تحمُّل الجلوكوز الفموي. في هذا الفحص سيتم أخذ عينة الدم بعد الصيام لمدة لا تقل عن ثماني ساعات أو بعد الصيام أثناء الليل. ثم يطلب من الشخص أن يشرب محلولا سكريا، حيث سيتم قياس سكر الدم مرة أخرى بعد ساعتين. إذا كان مستوى السكر في الدم أقل من 140 ملغ / دل (أو 7.8 ملمول / لتر) فإن ذلك يعتبر طبيعيا. أما إذا كان مستوى السكر في الدم بين 140-199 ملغ / ديسيلتر (أو 7.8 إلى 11 ملمول / لتر) فإن ذلك يعتبر من مقدمات السكري. يُشار إلى ذلك أحياناإسم ضعف تحمل الجلوكوز (IGT).

علاج السكري

بالاعتمادا على نوع مرض السكري الذي يعاني منه المريض، فإن المراقبة الدقيقة لمستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى تلقي العلاج بالأنسولين و الأدوية المتناولة عن طريق الفم قد تلعب دورا مهما في علاج السكري. يمكن الاستعانة بعملية زراعة البنكرياس بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري الذي يصعب علاجه و السيطرة عليه.

و لكن مهما كان نوع مرض السكري الذي يعاني منه الشخص، فإن اتباع نظام غذائي صحي، و الحفاظ على وزن صحي، و مراقبة مستويات السكر في الدم بعناية و حرص، جميعها تعتبر العوامل الأساسية للسيطرة الناجحة و العلاج الفعال لمرض السكري و التي بدونها قد يصعب الوصول إلى النتائج المرجوة.

الطرق المُتبعة في علاج جميع أنواع مرض السكري

إن من أهم أجزاء طرق العلاج و السيطرة الناجحة على مرض السكري بكافة أنواعه هي الحفاظ على وزن صحي عن طريق اتباع نظام غذائي صحي و اتباع خطة لممارسة التمارين الرايضية بانتظام.

  • تناول الطعام الصحي. على عكس الاعتقاد السائد بين الناس، لا يوجد هناك حمية خاصة بمرض السكري. لن يحتاج المريض إلى أن يقصر غذائه على المواد الغذائية الخفيفة و المملة. و إنما سوف يحتاج إلى تناول كمية كبيرة من الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة، تلك الأطعمة التي تعتبر غنية بالعناصر الغذائية الصحية، و منخفضة في الدهون و السعرات الحرارية، و كمية أقل من المنتجات الحيوانية و الحلوى. و في الواقع، تعتبر هذه افضل خطة غذائية للأسرة بأكملها. حتى الأطعمة السكرية لا بأس من تناولها من حين الى حين، طالما تم إدراجها ضمن خطة الطعام الصحي.
    و مع ذلك فإن معرفة ما هي الأطعمة التي يمكن تناولها و ما هي الكمية المسموح بتناولها من هذه الأطعمة يمكن يشكل تحديا لمرضى السكري. يمكن أن يقوم اخصائي التغذية المؤهل بالمساعدة على وضع خطة طعام تناسب الأهداف الصحية الخاصة بكل حالة، مع الأخذ بعين الأعتبار التفضيلات الغذائية و نمط الحياة للمرضى. و هذا الأمر قد يشمل إحصاء الكربوهيدرات المتناولة خاصة في حال الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري.

تناول الغذاء الصحي الغني بالعناصر الغذائية و المنخفض في الدهون و السعرات الحرارية يساهم في علاج السكري بجميع انواعه

 

  • النشاط البدني. كل شخص يحتاج إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و ذلك يشمل الاشخاص المصابين بمرض السكري. إن ممارسة التمارين الرياضية تخفض مستوى السكر في الدم و ذلك عن طريق نقل السكر إلى داخل خلايا الجسم حيث يتم استهلاكه للحصول على الطاقة. ممارسة التمارين الرياضية تزيد أيضا من حساسية خلايا الجسم للأنسولين، و هو ما يعني أن الجسم سيحتاج إلى كمية أقل من الأنسولين لنقل السكر إلى خلايا الجسم. بعد الحصول على موافقة الطبيب لممارسة الرياضة، قم باختيار الأنشطة الرياضية التي تفضلها، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات الهوائية. الأمر الأهم في ذلك كله هو جعل النشاط البدني جزءا من روتينك اليومي. اجعل هدفك أن تمارس الرياضة الهوائية (الايروبكس) لمدة لا تقل عن 30 دقيقة أو أكثر يوميا في معظم أيام الأسبوع. إذا لم تكن قد مارست الرياضة لفترة من الوقت، يمكن البدء ببطء و زيادة النشاط تدريجيا.

ممارسة التمارين الرياضية تقلل مستوى السكر في الدم و تزيد من حساسية الخلايا للانسولين و بالتالي قد تساعد مرضى السكري

 

علاج النوع الأول و النوع الثاني من مرض السكري

إن علاج النوع الأول لمرض السكري ينطوي على استخدام حقن الانسولين أو مضخة الأنسولين، و على فحص السكر في الدم بصورة متكررة و على إحصاء الكربوهيدرات المتناولة. بينما يشمل علاج النوع الثاني لمرض السكري في المقام الأول على مراقبة السكر في الدم بانتظام، بالإضافة إلى أخذ أدوية علاج السكري أو الأنسولين أو كلاهما معا.

  • مراقبة نسبة السكر في الدم.تبعا لخطة العلاج التي تم وضعها، قد يحتاج المريض المريض إلى قياس مستوى السكر في الدم و تسجيله بتكرار يتراوح بين عدة مرات في الأسبوع و حتى ثلاث مرات أو أكثر في اليوم الواحد. إن المراقبة الدقيقة لسكر الدم تعتبر السبيل الوحيد للتأكد من أن مستوى السكر في الدم يبقى ضمن النطاق المستهدف. الأشخاص الذين يتلقون العلاج بالأنسولين قد يقومون أيضا باختيار أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز لمراقبة مستويات السكر في الدم لديهم. على الرغم من أن هذه التكنولوجيا لا تحل مكان طرق قياس الجلوكوز التقليدية، إلا أنها يمكن أن توفر معلومات هامة حول توجهات مستويات السكر في الدم.
    جهاز المراقبة المستمرة لسكر الدم المستخدم في مراقبة سكر الدم لمرضى السكري بصورة تلقائية
    جهاز المراقبة المستمرة لسكر الدم المستخدم في مراقبة سكر الدم لمرضى السكري بصورة تلقائية

    حتى و إن كان المريض يتبع برنامجا صارما في تناول وجبات طعامه، إلا أن كمية السكر في الدم يمكن أن تتغير بصورة غير متوقعة استجابة للعوامل و المتغيرات المحيطة به. لذلك و بمساعدة فريق علاج مرض السكري، يمكن أن يتعرف المريض على كيفية تغير مستوى السكر في الدم استجابة لعوامل معينة مثل تناول الطعام، و النشاط البدني، و تناول الأدوية، و الإصابة بالمرض، و الشعور بالتوتر و الإجهاد، و تقلبات الهرمونات بالنسبة للنساء.

    اخذ عينة من الدم لفحص سكر الدم من خلال جهاز فحص سكر الدم
    اخذ عينة من الدم لفحص سكر الدم من خلال جهاز فحص سكر الدم

    بالإضافة إلى مراقبة نسبة السكر في الدم يوميا، قد يوصي الطبيب أيضا بعمل فحص السكر التراكمي أو الهيموغلوبين السكري (A1C) بصورة منتظمة لقياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. و بمقارنة نتائج فحص السكر التراكمي مع نتائج الفحوصات اليومية المتكررة لمستوى السكر في الدم، فإن فحص السكر التراكمي يعتبر مؤشرا أفضل حول مدى نجاح و فعالية خطة علاج مرض السكر بشكل عام. إن ارتفاع نتائج فحص السكر التراكمي قد يُشير إلى الحاجة إلى إجراء تغيير في جرعات الأدوية أو الأنسولين أو في خطة تناول الوجبات. إن القراءة المستهدفة لقراءة نتائج فحص السكر التراكمي (A1C) قد تختلف تبعا للعمر و غيره من العوامل الأخرى. و مع ذلك، و بالنسبة لمعظم الناس، فإن جمعية السكري الاميركية توصي بأن لا تزيد قراءة A1C في فحص السكر التراكمي عن 7٪. يقوم الطبيب بتحديد ما هو الهدف من العلاج حسب الظروف الخاصة بكل حالة.

  • الأنسولين. أي شخص يعاني من النوع الأول من مرض السكري يحتاج إلى تلقي علاج الأنسولين للبقاء على قيد الحياة. بعض الناس الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري يحتاجون إلى الانسولين كذلك. و لأن أنزيمات المعدة تتفاعل مع الأنسولين المتناول عن طريق الفم، فإن الانسولين المتناول عن طريق الفم لا يُعتبر خيارا متاحا لخفض نسبة السكر في الدم. في الغالب يتم حقن الانسولين بواسطة إبرة دقيقة و محقنة أو بواسطة قلم الانسولين – و هو عبارة عن أداة تشبه قلم الحبر، إلا أن خزان الحبر فيها يكون مملوءا بالانسولين.اخذ حقن الانسولين يعتبر ضروريا و اساسيا في علاج مرض السكري من النوع الاول، بعض المصابين بالسكري من النوع الثاني قد يحتاجون الى الانسولين
    مضخة الأنسولين تعتبر أيضا إحدى الخيارات المتاحة لمرضى السكري. حيث أن مضخة الأنسولين عبارة عن جهاز حجمه مماثل لحجم الهاتف المحمول و يتم وضعه و تركيبه على الجسم من الخارج. يتكون هذا الجهاز من أنبوب يربط بين خزان الانسولين من جهة و أنبوب قسطرة يتم إدخاله تحت جلد البطن من الجهة الأخرى. كما أن مضخة الأنسولين تتوفر بشكل لا يحتوي على أنابيب و يعمل بشكل لاسلكي. يتم برمجة مضخة الأنسولين لكي تقوم بضخ كميات محددة من الأنسولين على فترات زمنية محددة. كما يمكن تعديلها لضخ كمية أكبر أو أقل من الانسولين اعتمادا على وجبات الطعام التي يتم تناولها، و على مستوى النشاط البدني و أيضا على مستوى السكر في الدم.

    جهاز مضخة الانسولين المستخدم في علاج مرض السكري من النوع الاول
    جهاز مضخة الانسولين المستخدم في علاج مرض السكري من النوع الاول

    هناك العديد من الأشكال الصيدلانية المتاحة من الأنسولين، حيث تشمل الأنسولين سريع المفعول (الذي يباشر عمله بسرعة و يستمر عمله لفترة زمنية قصيرة) و الأنسولين طويل المفعول (الذي يبدأ عمله بعد حين و يستمر في العمل لفترة زمنية طويلة) و الخيارات المتوسطة بين ذلك. تبعا للاحتياجات الخاصة بكل حالة، فإن الطبيب قد يقوم بوصف مزيج من أنواع الأنسولين المختلفة لكي يتم استخدامها خلال النهار و الليل، كأن يصف الأنسولين سريع المفعول بعد وجبات الطعام و الأنسولين طويل المفعول أثناء النوم ليلا.

الاشكال الصيدلانية المختلفة لحقن الانسولين المستخدمة في علاج السكري من النوع الاول
الاشكال الصيدلانية المختلفة لحقن الانسولين المستخدمة في علاج السكري من النوع الاول
  • أدوية علاج السكري الفموية أو غيرها. في بعض الأحيان يتم وصف الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو التي تؤخذ بالحقن من أجل علاج السكري أيضا. بعض أدوية السكري تعمل على تحفيز البنكرياس لإنتاج و إفراز المزيد من الأنسولين. و البعض الآخر يعمل على كبح إنتاج و إفراز الجلوكوز من الكبد، و هو الأمر الذي يعني الحاجة إلى كمية أقل من الأنسولين لنقل السكر إلى داخل خلايا الجسم. كما أن هناك أدوية أخرى تعمل على إعاقة عمل الانزيمات التي تقوم بهضم الكربوهيدرات في المعدة أو الأنزيمات التي تجعل أنسجة الجسم أكثر حساسية للأنسولين.

بعض الادوية المتناولة عن طريق الفم تساعد في زيادة انتاج الانسولين من البنكرياس او تقليل انتاج الجلوكوز في الكبد و بالتالي تساهم في علاج السكري

 

  • عمليات الزراعة الجراحية. قد تكون عملية زراعة البنكرياس الجراحية خيارا بالنسبة لبعض الناس الذين يعانون من النوع الأول من مرض السكري. كما يجري حاليا دراسة عمليات زراعة الأنسجة الجزيرية (Islet Transplants) كذلك، و هي عملية يتم فيها زراعة جزء (أو جزيرة) من بنكرياس الشخص المانح في بنكرياس الشخص المصاب. في حال نجاح عملية زراعة البنكرياس، لن يعود المريض بحاجة إلى تلقي العلاج بالأنسولين. إلا أن عمليات زراعة البنكرياس ليست ناجحة دائما، كما أنها تعرض المريض لمخاطر جمة. سوف يحتاج المريض إلى تناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة من أجل منع أن يقوم جسمه برفض العضو المزروع. و يمكن لهذه الأدوية أن يكون لها آثار جانبية خطيرة، تشمل ارتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى و الإلتهابات، و تلف الأعضاء، و الإصابة بالسرطان. و لأن الآثار الجانبية لعملية زراعة البنكرياس يمكن أن تكون أكثر خطورة من مرض السكري في حد ذاته، فإنه في العادة يتم تخصيصها فقط للأشخاص الذين لا يمكن السيطرة على مرض السكري لديهم أو أولئك الذين يكون لديهم مضاعفات خطيرة لمرض السكري.

ان جراحة زراعة البنكرياس قد تكون خيارا في علاج السكري من النوع الاول حيث لن يحتاج المريض الى اخذ الانسولين بعد نجاح العملية الا انه سوف يحتاج الى اخذ ادوية تثبيط المناعة على مدى الحياة و التي قد يكون لها آثار خطيرة

 

  • جراحة علاج البدانة. على الرغم من أن هذه الطريقة لا تُعتبر من طرق علاج السكري النوع الثاني تحديدا، إلا أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري و الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديم أكثر من 35 الاستفادة من هذا النوع من الجراحة. لقد شهد الأشخاص الذين خضعوا لعمليات تجاوز المعدة الجراحية تحسنا كبيرا في مستويات السكر في الدم لديهم. و مع ذلك، فإن مخاطر و فوائد هذا الإجراء طويلة المدى المتعلقة بالنوع الثاني من مرض السكري لا تزال غير معروفة حتى الآن.

علاج سكري الحمل

إن السيطرة على مستوى السكر في الدم أثناء الحمل يعتبر أمرا ضروريا للحفاظ على صحة الجنين و تجنب المضاعفات التي يمكن أن تحدث أثناء الولادة. و بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي و ممارسة التمارين الخاصة بالحمل بانتظام، فإن خطة علاج سكري الحمل قد تشمل أيضا القيام بمراقبة نسبة السكر في الدم، و استخدام الانسولين في بعض الحالات.

سوف يقوم مزود الرعاية الصحية أيضا بمراقبة مستوى السكر في الدم أثناء الولادة. إذا كانت نسبة السكر في دم الأم مرتفعة أثناء الولادة، فإن الطفل قد يقوم بإفراز مستويات عالية من الانسولين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم مباشرة بعد الولادة.

علاج مرض مقدمات السكري

في حال الإصابة بمرض مقدمات السكري، فإن تبني خيارات نمط الحياة الصحية يمكن أن يساعد في الوصول بمستوى السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي، أو على الأقل أن يمنع مستوى سكر الدم من الارتفاع نحو المستويات التي يتم عندها تشخيص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. إن الحفاظ على وزن صحي من خلال ممارسة الرياضة و تناول الطعام الصحي يمكن أن يساعد في ذلك. حيث أن ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، و خسارة ما مقداره 5% إلى 10% من وزن الجسم يمكن أن تمنع أو تأخر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

يمكن استخدام الأدوية مثل أدوية السكري المتناولة فمويا التي تشمل دواء الميتفورمين (Metformin) المعروف تجاريا باسم جلوكوفيج (Glucophage) و دواء اكاربوسي (Acarbose) في حال كان المريض يملك مخاطر عالية لتطوير مرض السكري، حيث تشمل هذه الحالات أن تكون حالة مقدمات السكري تزداد سوءا مع التقدم في العمر، أو كان المريض يعاني من مرض في القلب و الأوعية الدموية، أو كان لدى المريض مرض الكبد الدهني أو كان لدى المريضة مرض تكيس المبايض.

في حالات أخرى يكون هناك حاجة لاستخدام أدوية السيطرة على الكوليسترول (الستاتينات تحديدا) و أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. قد يقوم الطبيب بوصف جرعة مخفضة من الاسبرين للمساعدة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين إذا كان المريض يملك مخاطر عالية للإصابة بها. و على الرغم من هذا كله، تبقى خيارات نمط الحياة الصحية هي المفتاح في علاج مرض السكري و مقدماته.

المشاكل التي قد تطرأ على أي نوع من أنواع السكري

لأن الكثير من العوامل يمكن أن تؤثر على نسبة السكر في الدم، فإن هناك مشاكل صحية قد تطرأ على أي نوع من السكري في بعض الأحيان. هذه الحالات الصحية تتطلب عناية و علاجا فوريا، لأنها إذا تُركت دون علاج، فإنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث تشنجات الصرع أو فقدان الوعي (الغيبوبة).

  • ارتفاع نسبة السكر في الدم (فرط جلوكوز الدم Hyperglycemia). يمكن أن يرتفع مستوى السكر في الدم لأسباب كثيرة، منها الافراط في تناول الطعام، أو الإصابة بمرض معين، أو عدم تناول الأدوية المخفضة للجلوكوز بشكل كافي. لذلك يجب فحص مستوى السكر في الدم بصورة متكررة، و الانتباه لعلامات و أعراض ارتفاع السكر في الدم التي تشمل كثرة التبول، و زيادة العطش، و جفاف الفم، و عدم وضوح الرؤية، والتعب والغثيان. إذا كان المريض يعاني من فرط جلوكوز الدم، فإنه قد يحتاج إلى تعديل خطة وجبات طعامه، أو الأدوية و جرعاتها المتناولة، أو كلاهما معا.
  • زيادة الكيتونات في البول (الحماض الكيتوني السكري Diabetic Ketoacidosis). إذا حصل نقص في الطاقة التي تحصل الخلايا عليها، فإن الجسم قد يبدأ بتكسير الدهون لتعويض هذا النقص. و ينتج عن ذلك نوع من الأحماض السامة المعروفة باسم الكيتونات، و هي الحالة التي تُعرف بإسم الحُماض الكيتوني السكري. اعراض هذه الحالة تشمل فقدان الشهية، و الضعف، و القيء و الحمى، و آلام في المعدة، و رائحة نفس تشبه رائحة الفاكهة. و يمكن التحقق من زيادة الكيتونات في البول باستخدام أداة (أو شريط) فحص الكيتونات في البول التي تباع بدون وصفة طبية. إذا كان هناك فائض في كمية الكيتونات في البول، يجب استشارة الطبيب على الفور أو الحصول على رعاية طبية طارئة. هذه الحالة أكثر شيوعا عند الاشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكري.
الكيتونات - الحُماض الكيتوني و هي الحالة التي قد تنشأ عن تكسير الدهو للحصول على الطاقة عند مرضى السكري
الكيتونات – الحُماض الكيتوني و هي الحالة التي قد تنشأ عن تكسير الدهو للحصول على الطاقة عند مرضى السكري
  • متلازمة فرط الأسمولية و فرط جلوكوز الدم اللاكيتوني. علامات و أعراض هذه الحالة التي تهدد الحياة تشمل أن تكون قراءة السكر في الدم أكثر من 600 ملغ / دل، و جفاف الفم، و العطش الشديد، و الحمى، و الخمول، و الارتباك، و فقدان الرؤية، و الهلوسة. تنتج متلازمة فرط الأسمولية عن المستويات المرتفعة جدا لسكر الدم و التي تجعل الدم عالي الكثافة و ذو قوام سميك جدا. هذه الحالة تميل لأن تكون أكثر شيوعا عند مرضى النوع الثاني من السكري، كما أنها تكون مسبوقة بالإصابة بمرض معين في الكثير من الأحيان. يجب استدعاء الطبيب أو الحصول على الرعاية الطبية الفورية إذا كان شعر المريض بأي من علامات أو أعراض هذه الحالة.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص جلوكوز الدم Hypoglycemia). إذا انخفض مستوى السكر في الدم إلى مستوى أقل من النطاق المستهدف الخاص بمريض السكري، فإن هذه الحالة يُطلق عليها اسم انخفاض جلوكوز الدم. يمكن أن ينخفض مستوى السكر في الدم لأسباب كثيرة، منها تجاوز وجبة طعام أو القيام بنشاط البدني أكثر من المعتاد، إلا أن السبب الأكثر احتمالا لانخفاض نسبة السكر في الدم هو إذا تناول المريض الأدوية المخفضة للسكر التي تحفز إفراز الأنسولين أو إذا تلقى جرعة العلاج بالانسولين. لذلك يجب فحص مستوى السكر في الدم بانتظام، و الانتباه لعلامات و أعراض انخفاض السكر في الدم التي تشمل التعرق، و الارتجاف، و الضعف، و الجوع، و الدوخة، و الصداع، و عدم وضوح الرؤية، و خفقان القلب، و سهولة التهيج، و ثقل اللسان، و الخمول، و الارتباك، و الإغماء، و التشنجات. يتم التعامل مع انخفاض نسبة السكر في الدم مع الكربوهيدرات سريعة الامتصاص، مثل عصير الفواكه أو أقراص الجلوكوز، و في حال غياب المريض عن الوعي يتم استخدام عدة الجلوكاجون، و هو هرمون يعمل على زيادة نسبة السكر في الدم.
السكاكر قد تساعد في علاج حالة انخفاض سكر الدم لدى مريض السكري

اسلوب الحياة و الوصفات المنزلية في علاج السكري

مرض السكري عبارة عن مرض جدي و مضاعفاته خطيرة. و إن اتباع خطة علاج السكري تتطلب من المريض الالتزام على مدار الساعة. لكن ما يبذله المريض من جهد يستحق العناء. حيث أن السيطرة و الإدارة الواعية لمرض السكري تقلل من مخاطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة و حتى تلك التي تهدد الحياة.

و بغض النظر عن نوع مرض السكري الذي لديك، فإنك يجب أن تقوم بما يلي:

  • الالتزام الكامل بخطة علاج مرض السكري. تعلم كل ما تستطيع معرفته عن مرض السكري. و قم يتكوين علاقة مع مقدمي الرعاية الطبية الخاصة بمرض السكري، و اسألهم للحصول على المساعدة عندما تحتاج إليها.
  • اختيار الأطعمة الصحية و الحفاظ على وزن صحي. إذا كنت تعاني من السمنة، فإن فقدان ما قيمته 5% الى 10% من وزن الجسم يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في السيطرة على مستوى السكر في الدم. إن النظام الغذائي الصحي هو ذلك النظام الغني بالفاكهة و الخضروات و الحبوب الكاملة و البقوليات، و الذي يحتوي على كمية محدودة من الدهون المشبعة.
الحمية الغذائية الغنية بالخضروات و الفواكهة تساهم في علاج مرض السكري
الحمية الغذائية الغنية بالخضروات و الفواكهة تساهم في علاج مرض السكري
  • جعل النشاط البدني جزءا من الروتين اليومي. إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بمقدمات السكري و بالنوع الثاني من السكري، كما أنها يمكن أن تساعد أولئك الذين يعانون أصلا من مرض السكري في الحفاظ على سيطرة أفضل على نسبة السكر في الدم. لذلك يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي السريع، لمدة لا تقل ثلاثين دقيقة يوميا في معظم أيام الأسبوع. لقد وجدت دراسة حديثة أن الجمع بين أكثر من نوع واحد من التمارين الرياضية، كالجمع بين التمارين الهوائية (الايروبكس) مثل المشي أو الرقص في معظم أيام الأسبوع مع تمارين التحمل و القدرة مثل رفع الأثقال أو اليوغا مرتين في الأسبوع، يساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم بشكل أكثر فعالية من ممارسة أي نوع من هذه التمارين وحدها.

اسلوب الحياة بالنسبة للنوع الأول و النوع الثاني من مرض السكري

بالإضافة إلى ما تم ذكره آنفا، إذا كنت تعاني من النوع الأول أو النوع الثاني من مرض السكري يجب أن تقوم بما يلي أيضا:

  • عرف عن نفسك. قم بارتداء سوار أو علامة مكتوب عليها أنك مصاب السكري. و حاول الحفاظ عدة الجلوكاجون بالقرب منك للاستخدام في حالات الطوارئ عند انخفاض نسبة السكر في الدم (الجلوكاجون عبارة عن هرمون يتم استخدامه في حالات انخفاض سكر الدم التي يغيب فيها المريض عن الوعي بحيث لا يستطيع تناول الجلوكوز فمويا)، و احرص على أن يكون جميع أصدقائك و أفراد عائلتك على دراية في كيفية استخدامها.
  • تحديد مواعيد سنوية للفحص البدني و مواعيد لفحص العين بانتظام. ليس المقصود من هذا أن تحل الفحوصات السنوية الخاصة بالسكري محل الفحوصات الطبية السنوية الاعتيادية أو محل فحص العين الروتيني، و إنما ينبغي إضافة هذه الفحوصات على الفحوصات المعتادة. خلال الفحص البدني، سوف يقوم الطبيب بالبحث عن أي مضاعفات ذات علاقة بمرض السكري و الكشف عن أي مشاكل صحية أخرى. بينما سوف يقوم طبيب العيون بالتحقق من وجود أي علامات لتلف شبكية العين أو لإعتام عدسة العين أو للزرق.
المتابعة الدورية تساهم في ضمان فعالية علاج مرض السكري
المتابعة الدورية تساهم في ضمان فعالية علاج مرض السكري
  • الحفاظ على مناعة الجسم بأفضل مستوياتها. يمكن لارتفاع نسبة السكر في الدم أن تضعف جهاز المناعة. لذلك قم بأخذ مطعوم الانفلونزا في كل عام، و قم بأخذ مطعوم التعزيز ضد الكزاز كل 10 سنوات. قد يوصي الطبيب أيضا بأخذ مطعوم الالتهاب الرئوي كذلك. كما أن مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها توصي حاليا بأخذ مطعوم ضد التهاب الكبد نوع (B) في حال أن المريض لم يتلقى مطعوم التهاب الكبد (B) من قبل و كان المريض من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 59 عاما و يعاني من النوع الأول أو النوع الثاني من مرض السكري. إن أحدث توجيهات مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها توصي بالبدء بأخذ المطاعيم في أبكر وقت ممكن بعد تشخيص الإصابة بالنوع الأول أو النوع الثاني من السكري. إذا كان عمر المريض يبلغ 60 عاما أو أكثر و مصابا بداء السكري و لم يسبق له أن تلقى أي مطعوم، فيجب استشارة الطبيب حول ما اذا كانت هذه المطاعيم مناسبة له أم لا.
  • إيلاء الاهتمام بالقدمين. اغسل قدميك يوميا باستخدام الماء الفاتر. و قم بتجفيفها بلطف و بشكل خاص بين أصابع القدم. استخدم اللوشن أو الكريم السائل لترطيب القدمين، مع مراعاة عدم وضعه بين أصابع القدم. افحص قدميك كل يوم للبحث عن أي فقاعات، أو بثور، أو قروح، أو احمرار، أو تورم. استشر طبيبك إذا كان لديك قرحة أو جرح أو بثرة أو غيرها من مشاكل القدم و التي لا يبدو أنها تشفى من تلقاء نفسها.
  • الحفاظ على ضغط الدم و على الكوليسترول في الدم تحت السيطرة. يمكن لتناول الأطعمة الصحية و ممارسة الرياضة بشكل منتظم أن تساعد بشكل كبير في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم و مستوى الكوليسترول في الدم. قد تكون هناك حاجة إلى تناول بعض الأدوية لتحقيق ذلك.
  • الحفاظ على صحة الأسنان. يمكن للسكري أن يجعل المريض أكثر عرضة لالتهابات اللثة. لذلك قم بغسل أسنانك باستخدام فرشاة الأسنان و خيط الأسنان على الأقل مرتين في اليوم. و إذا كان لديك النوع الأول أو النوع الثاني من مرض السكري، فقم بجدولة مواعيد لفحص الأسنان على الأقل مرة واحدة في السنة. قم أيضا باستشارة الطبيب على الفور في حال نزيف اللثة أو احمرارها أو تورمها.
  • إذا كنت مدخنا أو كنت تستخدم أنواع أخرى من التبغ، اطلب مساعدة الطبيب للإقلاع عن التدخين. إن التدخين يزيد من مخاطر حدوث مضاعفات مختلفة لمرض السكري، بما في ذلك النوبات القلبية و السكتة الدماغية و تلف الأعصاب و أمراض الكلى. المدخنين الذين يعانون من مرض السكري يكونون أكثر عرضة للوفاة الناجمة عن أمراض القلب والشرايين من غير المدخنين الذين يعانون من مرض السكري، وذلك وفقا لجمعية السكري الأمريكية. قم بمراجعة الطبيب للحصول على معلومات حول طرق التوقف عن التدخين أو التوقف عن استخدام أنواع أخرى من التبغ مثل الأرجيلة.
  • عدم تعاطي الكحول. يمكن لتعاطي الكحول أن يزيد أو أن يخفض مستوى السكر في الدم و ذلك اعتمادا على كمية الكحول اتي يتم شربها، و ما إذا كان يتم تعاطي الكحول أثناء تناول الطعام. لذلك توقف عن تعاطي الكحول حتى تتمكن من السيطرة على مستوى السكر في الدم بأفضل صورة.
  • أخذ التوتر و القلق على محمل الجد. إذا كنت متوترا، فإنه من السهل عليك أن تتخلى عن خطة و إجراءات علاج مرض السكري الخاصة بك. إن الهرمونات التي قد ينتجها الجسم استجابة للتوتر و القلق على فترات طويلة قد تقوم بمنع الانسولين من العمل بشكل صحيح، الأمر الذي يجعل الأمور تزداد سوءا. لإعادة السيطرة على التوتر، قم بوضع الحدود. قم بتحديد أولويات المهام الخاصة بك. و قم بتعلم تقنيات الاسترخاء. و احصل على قسط وافر من النوم.
علاج التوتر و القلق بالاسترخاء يمكن ان يساهم في السيطرة على و علاج السكري
علاج التوتر و القلق بالاسترخاء يمكن ان يساهم في السيطرة على و علاج السكري

تذكر دائما أن الأهم من ذلك كله هو أن تحافظ على الإيجابية في التفكير. حيث أن العادات الصحية الجيدة التي تتعلمها اليوم يمكنها أن تساعدك على الاستمتاع بحياة صحية و مفعمة بالأنشطة بالرغم من إصابتك بالسكري.

علاج السكري بالطب البديل والأعشاب

بالرغم من أن العديد الدراسات أظهرت فعالية بعض المواد في تحسين حساسية الخلايا للانسولين، إلا أن دراسات أخرى فشلت في العثور على أي فائدة لهذه المواد في السيطرة على نسبة السكر في الدم أو في خفض مستويات الهيموغلوبين السكري (A1C). و بسبب هذا التضارب في النتائج، فإنه لا يُوصى حاليا بأخذ أي من طرق العلاج البديل للسيطرة على و علاج مرض السكري. بعض المواد التي أظهرت أملا في المساعدة على السيطرة على نسبة السكر في الدم تشمل ما يلي:

  • أحماض ألفا-ليبويك
  • الكافيين
  • القرفة
  • عنصر الكروم
  • بذور الكتان
  • مادة الجينسنغ
  • مادة الجلوكومنان
  • صمغ الغوار
  • عنصر المغنيسيوم

إذا قررت أن تقوم بتجربة طرق العلاج البديل، فلا تتوقف عن تناول أدوية علاج السكري التي وصفها الطبيب لك، و قم بمناقشة استخدام أي من طرق العلاج البديل مع الطبيب لكي تتأكد من أنها لن تتسبب في آثار جانبية سلبية جراء تداخلها مع العلاج الحالي الذي تأخذه.

و بالإضافة إلى ذلك، فإنه من المهم أن نعرف أنه لا توجد طرق علاج سواء كانت بديلة أو تقليدية يمكن أن تشفي مرض السكري، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن لا يقوم الأشخاص الذين يأخذون الانسولين لعلاج السكري بالتوقف عن استخدام الانسولين إلا إذا أوصى الطبيب بذلك.

التكيف و المساندة في علاج السكري

يمكن أن يكون التكيف مع مرض السكري بشكل يومي أمرا صعبا و محبطا. في بعض الأحيان، حتى عندما يقوم المريض باتباع كافة الارشادات على الوجه الصحيح، فإن مستويات السكر في الدم قد ترتفع. لكن مع الالتزام بخطة علاج مرض السكري، فإن المريض سيلاحظ تحسنا ملموسا و تغييرا إيجابيا في نسبة الهيموغلوبين السكري A1C عند القيام بالزيارة التالية للطبيب.

لأن اتباع ارشادات علاج السكري بصورة جيدة يمكن أن تستهلك الوقت، و قد تكون غامرة في بعض الأحيان، فإنه من المفيد أن يقوم المريض بالتحدث إلى أشخاص آخرين حول مرض السكري. يمكن أن يوصي الطبيب بالتحدث مع أخصائي نفسي أو مع معالج متخصص لمرض السكري، أو قد يرغب المريض بالتحدث إلى المؤسسات المدنية التي توفر الدعم في هذا المجال. إن مشاركة مشاعر الإحباط أو البهجة مع الأشخاص الذين يتفهمون ما يمر به المريض يمكن أن يكون مفيدا جدا. و ربما يجد المريض أن بعض المرضى الآخرين يملكون نصائح رائعة حول إدارة و علاج مرض السكري.

الوقاية من مرض السكري

لا يمكن الوقاية من الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري. و على الرغم من ذلك، فإن نفس خيارات اسلوب الحياة الصحي التي تساعد في علاج مقدمات السكري و النوع الثاني من السكري و سكري الحمل يمكنها أن تساعد في الوقاية من الإصابة بهذه المراض و الحالات من حيث الأساس.

  • تناول الأطعمة الصحية. اختيار الأطعمة قليلة الدهون و السعرات الحرارية. و التركيز على الفواكه والخضروات و الحبوب الكاملة. كما أن التنويع في الأطعمة يساعد في منع الملل.
  • القيام بالمزيد من النشاط البدني. اجعل هدفك أن تصل إلى 30 دقيقة من ممارسة النشاط البدني المعتدل يوميا. يمكن ممارسة المشي السريع يوميا. أو ركوب الدراجة الهوائية. أو السباحة لعدة دورات. إذا كنت لا تستطيع ممارسة الرياضة في فترة واحدة متواصلة، يمكن تقسيمها إلى فترات قصيرة و القيام بها بصورة متقطعة على مدار اليوم.
  • فقدان الوزن الزائد. إذا كنت تعاني من السمنة، فإن فقدان ما مقداره 5% من وزن الجسم (على سبيل المثال 4.5 كجم إذا كنت تزن 90 كجم) يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري. للحفاظ على وزنك ضمن النطاق الصحي، يجب التركيز على عمل تغييرات دائمة في النظام الغذائي و عادات ممارسة الرياضة. قم بتحفيز نفسك بذكر فوائد فقدان الوزن، مثل الحفاظ على صحة القلب، و الحصول على المزيد من الطاقة، و تحسين تقدير الذات.

في بعض الأحيان يمكن استخدام الأدوية من أجل الوقاية من مرض السكري كذلك. أدوية علاج السكري المتناولة عن طريق الفم مثل الميتفورمين (Glucophage) يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، و مع ذلك تبقى خيارات نمط الحياة الصحية هي الأساس في الوقاية من مرض السكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى