نتحدث في هذا المقال عن وقاية الجهاز التنفسي , ست ثواني يتم تذكير الاشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي بأنهم لا يتنفسون كما يجب، و بأنهم لا يحصلون على القدر الكافي من الأكسجين مع كل نفس، و بأنهم لا يستطيعون الاستمتاع بحياتهم كما اعتادوا ان يستمتعوا بها في الماضي، و بأن أنشطتهم اليومية محدودة و بأن حياتهم لم تعد كما كانت في السابق. يمكنك تعزيز و تحسين صحة الجهاز التنفسي لديك باتباع العديد من الطرق و النصائح الصحية التي قد يكون اهمها عدم التدخين. و سواء كنت تود استخدام هذه الاستراتيجيات و النصائح من أجل وقاية الجهاز التنفسي من الامراض المحتمل أن تصيبه و الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي أو من أجل الحد من أعراض حالة صحية معينة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، فإنه يمكنك أن تحدث فرقا إيجابيا ملموسا في صحة الجهاز التنفسي لديك بمجرد اتباع بعض العادات و النصائح الصحية البسيطة في الحياة اليومية.
1. عدم التدخين
إن عدم التدخين أو الاقلاع عن التدخين تعتبر النصيحة رقم واحد دائما من أجل وقاية الجهاز التنفسي من الامراض و الحفاظ على صحته و سلامته، و هي الآن يجب ان تكون واضحة وضوح الشمس. لقد ثبت أن التدخين يفتح عليك أبواب قائمة مخيفة من المخاطر و الامراض الصحية الغاية في الخطورة مثل أمراض القلب و سرطان الرئة. لذلك فإن الإقلاع عن التدخين في أقرب فرصة ممكنة يُعتبر في غاية الأهمية. كلما قل الوقت الذي تقضيه و أنت مُدخن، كلما قل الضرر الذي يحدثه التدخين على أنسجة الجسم و اعضائه مثل الجلد و اللثة و الرئتين و القلب. بتركك للتدخين ستكون أقل عرضة للاصابة بالرشح و نزلات البرد و ستكون أقل عرضة أيضا للاصابة بالعدوى التي تسببها البكتيريا. إذا كنت من المدخنين الذين قضوا 15 إلى 20 عاما في التدخين، فإن الأوان لم يفت بعد على ترك التدخين، على الرغم من انك قد لا تكون قادرا على استرداد بعض الخسائر، إلا أنه لا زال بإمكانك التخلص من المخاطر المرتفعة للاصابة بالسرطان و أمراض القلب. أما بالنسبة لغير المدخنين، فإنه من الجيد تجنب التدخين السلبي أو التدخين غير المباشر لأنه يمكن أن يكون خطيرا بنفس القدر.
2. اغسل يديك بانتظام
و هذه نصيحة صحية أخرى لا يمكن التوقف عن التذكير بها دائما. إننا نعيش في مجتمع مترابط يتميز بالعلاقات الوثيقة و القريبة بين افراده. لذلك يمكن لهذا التقارب أن يؤدي إلى انتشار الجراثيم بسهولة أكبر بكثير في ضوء ارتفاع كثافة السكان، و خصوصا إذا كان الكثير من افراد المجتمع يسافرون بكثرة. و الحقيقة هي أنك لا تعرف طبيعة الشيء أو الشخص الذي تتواصل معه، لذلك يجب أن تحرص على اتخاذ تدابير النظافة الشخصية بشكل دائم و على رأسها غسل اليدين عدة مرات يوميا، ليس فقط من أجل وقاية الجهاز التنفسي، و إنما أيضا وقاية كامل الجسم من العدوى و الأمراض.
3. ممارسة التمارين الرياضية
تقوم الرئتين باستخدام العضلات لسحب الهواء إلى داخل الجسم و دفعه خارج الجسم. و تماما مثل عضلات الجسم الأخرى تحتاج عضلات الرئتين إلى ممارسة التمارين أيضا. إن التمارين الرياضية الهوائية (الايروبكس) المنتظمة تعمل على تقوية العضلات التي تدعم عملية التنفس الأمر الذي سوف يمكنك من أخذ أنفاس أعمق، و جعل عملية التنفس تتم بسهولة أكبر. سيؤدي ذلك إلى تحسين تدفق الأوكسجين إلى أنسجة و أعضاء الجسم و بالتالي ستشعر بصحة أفضل و نشاط أكثر و ستقوم بالمحافظة على رئتيك و وقاية الجهاز التنفسي من الامراض و الاخطار. التمارين الرياضية الهوائية يمكن أن تشمل أي شكل من أشكال التمارين من المشي السريع أو الركض الجيد إلى الرقص الايقاعي: لذلك ابحث عن ما يناسبك و ابدأ الحركة!
4. اختيار اماكن التنفس الجيدة من اجل وقاية الجهاز التنفسي
كما أنك سوف تستفيد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فإنك سوف تستفيد أيضا من اختيارك بعناية للمكان الذي سوف تمارس فيه هذه التمارين الرياضية. إن الركض أو المشي بجانب الطرق المزدحمة بالسيارت سوف يزيد من تعرضك للانبعاثات الضارة، تخيل أنك تأخذ كل هذه الانفاس العميقة من عوادم السيارات بشكل كامل! الشيء نفسه ينطبق على أي شخص يذهب إلى عمله أو مدرسته سيرا على الاقدام. لقد قمت باتخاذ القرار الصائب و الصحي بالذهاب الى العمل سيرا بدلا من ركوب السيارة، و لكن ما لم تكن تتنفس الهواء الجيد و الغني بالاكسجين في خلال طريقك، فإنك قد تكون في الواقع تسبب الضرر برئتيك. لذلك فإن اختيارك للاماكن و الطرق ذات الاجواء الصحية و الجيدة يمكن أن يكون بنفس القدر من أهمية التخطيط لسلامتك الشخصية بشكل عام و يساهم بشكل كبير في وقاية الجهاز التنفسي.
5. إيلاء اهتمام بزراعة النبات و الخضرة
النباتات المنزلية تعمل على تحسين جودة الهواء الذي نتنفسه داخل بيوتنا. تمتلك النباتات القدرة الطبيعية على إزالة الأبخرة الكيميائية من الجو مثل الأسيتون و الميثيل الكحول و الأمونيا، كما تعمل على ترطيب الهواء من حولنا بشكل طبيعي. العديد من أصناف النخيل لديها معدلات ممتازة في إزالة الابخرة الكيميائية و معدلات نتح (انتاج بخار الماء) ممتازة أيضا. أصناف النبات الجيدة الأخرى تشمل أيضا نبات المطاط و نبات اللبخ. يمكن حتى للنباتات على رفوف متجرك أو مكان عملك أن تساعد على إزالة السموم من الهواء. نبات زهرة الاقحوان يوفر منظرا من الالوان المشرقة فضلا عن نقاء الهواء، و كذلك الحال بالنسبة لنبات البجوانية و الزنبق. إذا لمنزلك حديقة، فإن زراعة الأشجار و الشجيرات فيها تعمل على تنظيف الهواء فيها، و كل ذلك يساعدك في وقاية الجهاز التنفسي و الحفاظ عليه.
6. أوقف عمل المحركات!
إن الانتظار في السيارة يمكن أن يكون أمرا مملا و مزعجا، سواء كان ذلك لأخذ أحد الأصدقاء، أو لإيصال شيء ما إلى مكان معين. و الأكثر إزعاجا من ذلك هو إبقاء محرك السيارة يطلق عوادمه أثناء الانتظار في السيارة. إن الناس الذين يمرون على الرصيف يُجبرون على تنفس هذه الأبخرة الضارة، كما أن ذلك يعتبر تبذيرا للوقود، فضلا عن أنه يستهلك من عمر سيارتك. و في حين أن كل ما يتطلبه الأمر للتخلص من ذلك هو دوره بسيطة لمفتاح السيارة (أو كبسة زر)، لماذا يريد أي شخص أن يبقي على محرك سيارته يعمل أثناء الانتظار؟ إن إبقاء محرك السيارة عاملا أثناء الانتظار لا يُعتبر القرار الصحي و المسؤول الذي ينبغي اتخاذه، و خصوصا إذا كنت في انتظار طفلك في المدرسة.
7. تناول الفيتامينات من أجل وقاية الجهاز التنفسي
إن تناول الوجبات الغذائية الغنية بالفيتامينات يرتبط مع التحسن في وظائف الرئتين على نحو متزايد. فقد أشارت الدراسات إلى أهمية الفيتامينات و خصوصا فيتامين ج (C) و فيتامين د (D) و فيتامين هـ (E) في الحفاظ على الرئتين في قمة مستواها الصحي و وقاية الجهاز التنفسي من الامراض، و بالتالي منع تطور أمراض الرئة المزمنة مثل انسداد الشعب الهوائية المزمن. من الأفضل دائما محاولة الحصول على أكبر قدر من الفيتامينات عن طريق الطعام الذي تتناوله، و لكن إذا وجدت نفسك غير قادرا على تلبية الحد الأدنى من الفيتامينات التي يجب تناولها يوميا، عندها يمكنك تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على تشكيلة جيدة من الفيتامينات التي ستساعد على تلبية المتطلبات اليومية من الفيتامينات.
8. أخذ المطاعيم
يصاب واحد من كل عشرة بالغين و طفل من كل ثلاثة أطفال بالانفلونزا خلال موسم الانفلونزا الاعتيادي. و على الرغم من أن اعراض الانفلونزا تشبه اعراض الاصابة بالبرد العادي، إلا أن الفرق المهم و الخطير هو أن الانفلونزا تقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى و الالتهابات الأخرى. لذلك فإن أخذ جرعة مطعوم الانفلونزا كل عام يمكن أن تساعد على حمايتك من حدوث المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن التهابات الجهاز التنفسي. إذا كان لديك مخاوف حول مطعوم الانفلونزا، قم بمناقشة هذا الموضوع مع طبيبك.
9. اشرب السوائل بوفرة
في حين أن هناك الكثير من الالتباس حول ما هي الكمية المناسبة من الماء التي يجب أن نشربها كل يوم، لا يوجد هناك أي اختلاف على أن الحفاظ على الجسم مشبعا بالماء بشكل جيد له عدد لا يحصى من الفوائد الصحية، من بينها صحة الرئتين و وقاية الجهاز التنفسي. شرب الكثير من السوائل يخفف من إفرازات الرئتين، مما يجعل من التنفس عملية أسهل.
على الرغم من أنك قد لا تكون قادرا على ضبط عدد كؤوس الماء التي يجب تشربها يوميا، إلا أن القاعدة الجيدة في ذلك هي ابقاء الماء متاحا لك بشكل مستمر. ضع زجاجات من الماء في مكتبك، و بالقرب من سريرك، و في سيارتك. تذكر أنك إذا شعرت بالعطش فذلك يعني أنك بالفعل تعاني من القليل من الجفاف.
10. تناول الطعام بحكمة و تنفس بسهولة
بالإضافة إلى الآثار الايجابية للفيتامينات على صحة الرئة و وقاية الجهاز التنفسي، قام الباحثون بدراسة اصناف أخرى من المواد الغذائية التي يمكن أن يكون لديها قدرة على مساعدتنا على التنفس بشكل أسهل. و وفقا للنتائج، فإن تناول الطماطم (البندورة) على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يفيد و يحسن وظائف الرئتين. أحماض اوميغا 3 الدهنية يمكن أن تسهل أيضا التنفس المريح، حيث ترتبط معظم مشاكل الجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو، إلى حدوث التهاب، و الذي يمكن أن تساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية في الحد منه.